افتراضي الأعتذار.. دليل قوة أم مؤشر ضعف؟
الأعتذار.. دليل قوة أم مؤشر ضعف؟
البعض يرى في الاعتذار ضعفاً وتنازلاً، والبعض الآخر يرى فيه قوة ووساماً على صدر المُعتذر، وينظر إليه على أنّه بمثابة خطوة إلى الوراء وتراجع عن الخطأ، وتمهيد لخطوتين إلى الأمام في سلّم الارتقاء بمستوى القيم الإنسانية.
"Sorry"، "Pardon"، "آسف" ثلاث كلمات تعبر عن الاعتذار بثلاث لغات. كلمات نردّدها بسرعة وبكثرة. ربما حين تضرب كتفنا كتف آخر، ونحن نعبر الشارع مسرعين. وربما حين نرغب في تجاوز أحدهم، أو عندما نخطىء في تسلُّم دفة الكلام، وآخر لايزال في حديثه. باختصار، ثمة مواقف كثيرة في يومياتنا نقابلها باعتذار تلقائي. لكن، هل يكون الاعتذار بالطلاقة نفسها، حين نتسبّب في أذية حقيقية ومؤلمة لصديق، زميل، جار، أخ أو أخت، زوج أو زوجة، حبيب أو حبيبة، أو حتى ابن أو ابنة؟
- ليس دليل نقص:
في رأي الكاتب والسيناريست شكري أنيس "لم يكن الاعتذار يوماً دليل نقص، بل هو دليل شهامة وقوة أفضت إلى الاعتراف بالخطأ"، وهو يقول في هذا السياق: "من واجب المخطىء أن يعتذر. ومَن يرفض هذه الخطوة يكون متشاوفاً وسخيفاً". ويؤكد أن "الاعتذار هو سلوك نتدرب عليه بالتدريج خلال تربيتنا، لكن البعض يتكبر ولا يقر بالخطأ الذي ارتكبه، كما أن هناك أشخاصاً يرون الآخرين دائماً على خطأ وهم الصح، وهذا ينمّ عن أنانية".
وإذ يضع الاعتذار في خانة التصرف الحضاري، يرى أن "المبدأ الذي يخفف المشاكل بين الناس ينطلق من فرضية أن تُعامل الناس كما ترغب أن يعاملوك". وعندما نسأله عما إذا كان الاعتذار في حال الخطأ، يقول بإصرار: "طبعاً طبعاً طبعاً. وإذا أخطأتُ من دون قصد ولفت أحدهم انتباهي للأمر أقيِّم المسألة في عقلي، وأسارع إلى الاعتذار الذي يمدّني بمشاعر الراحة ويفرح ضميري. ومَن يعتذر عن أخطائه يصبح حريصاً على عدم الوقوع كثيراً في الخطأ".
ويختم شكري أنيس مؤكداً أنه يعتذر لزوجته حين يُخطىء "انطلاقاً من مبدأ المساواة التامة بيننا، والعكس صحيح عندما تُخطىء".